الصحبه
أن كل عظيم يحرص على صحبة الصالحين و العظماء و مخالطتهم
يبحث عنهم و ينقب عنهم حتى يعثر على أحدهم فيلتزمه
قال ربي و أحق القول قول ربي
موصيا رسول الله و أمته بمصاحبه الصالحين {
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) }
قال رسول الله { الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل }
و قال رسول الله {إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يهديك, وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك, وإما أن تجد ريحا خبيثة.}
و قد شاهدنا الماء و الهواء يفسدان بمجاوره الجيف فكيف بالطبائع البشرية
{الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67] .: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً } [الفرقان:27 – 28] .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا الإيمان يمان والحكمة يمانية والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم
و قال الحبيب ” (( لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي )) .”
لا تصحب من لا ينهضك حاله , و لا يدلك على الله مقاله
قال بلاقل بن سعد احد التابعين :
اخ لك كلما لقيك ذكرك بنصيبك من الله ،واخبرك بعيب فيك ،احب اليك ،وخير لك من اخ كلما لقيك وضع فينه كفك دينارا))
قَالَ إبْرَاهِيمُ الْخَوَّاصُ : دَوَاءُ الْقُلُوبِ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ : قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِالتَّدَبُّرِ ، وَخَلَاءُ الْبَاطِنِ ، وَقِيَامُ اللَّيْلِ ، وَالتَّضَرُّعُ عِنْدَ السَّحَرِ ، وَمُجَالَسَةُ الصَّالِحِينَ .
وَالْعَرَبُ تَقُولُ : لَوْلَا الْوِئَامُ لَهَلَكَ الْأَنَامُ .
أَيْ لَوْلَا أَنَّ النَّاسَ يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَيَقْتَدِي بِهِمْ فِي الْخَيْرِ لَهَلَكُوا .
وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : مِنْ خَيْرِ الِاخْتِيَارِ صُحْبَةُ الْأَخْيَارِ ، وَمِنْ شَرِّ الِاخْتِيَارِ مَوَدَّةُ الْأَشْرَارِ .
وَهَذَا صَحِيحٌ ؛ لِأَنَّ لِلْمُصَاحَبَةِ تَأْثِيرًا فِي اكْتِسَابِ الْأَخْلَاقِ ، فَتَصْلُحُ أَخْلَاقُ الْمَرْءِ بِمُصَاحَبَةِ أَهْلِ الصَّلَاحِ وَتَفْسُدُ بِمُصَاحَبَةِ أَهْلِ الْفَسَادِ .
وَلِذَلِكَ قَالَ الشَّاعِرُ :
رَأَيْت صَلَاحَ الْمَرْءِ يُصْلِحُ أَهْلَهُ وَيُعْدِيهِمْ عِنْدَ الْفَسَادِ إذَا فَسَدْ
يُعَظَّمُ فِي الدُّنْيَا بِفَضْلِ صَلَاحِهِ وَيُحْفَظُ بَعْدَ الْمَوْتِ فِي الْأَهْلِ وَالْوَلَدْ
قال علي رضي الله عنه:عليكم ب الإخوان فإنهم عدة في الدنيا و الآخرة،ألا تسمع إلى قول أهل النار”فما لنا من شافعين ولا صديق حميم”الشعراء100
أنظر عندما هاجر رسول الله من مكه أختار معه الصديق الاكبر صديق الأمه أبو بكر الصديق {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) } التوبه
و في حديث الرجل الذي قتل تسعه و تسعون نفسا ذهب الى عالم و سئله {فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدِ اللَّهَ مَعَهُمْ وَلاَ تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ} فأمره بالخروج من القرية التى لا تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر و يذهب الى قرية أهلها صالحون
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه وكل قرين بالمقارن مهتدي
و رأى احدهم غراب يطير مع صقر فعجب من ذلك فلما هبطا الى الارض اذا كلاهما يعرجان
وحكى عن الشيخ العارف أبي العباس المرسي أن امرأة قالت له: كان عندنا قمح مسوس فطحناه فطحن السوس معه. وكان عندنا فول مسوس فدششناه فخرج السوس حياً فقال لها: صحبة الأكابر تورث السلامة. قلت: ويقرب من هذا، ما حكاه ابن عطية في تفسير سورة الكهف، أن والده حدثه عن أبي الفضل الجوهري الواعظ بمصر، أنه قال في مجلس وعظه: من صحب أهل الخير عادت عليه بركتهم، هذا كلب صحب قوماً صالحين فكان من بركتهم عليه أن ذكره الله تعالى في القرآن ولا يزال يتلى على الألسنة أبداً. ولذلك قيل: من جالس الذاكرين انتبه من غفلته، ومن خدم الصالحين ارتفع بخدمته.
وقال آخر:
واحذر مؤاخــــاة الدنيء لأنه *** يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
واختر صديقك واصطفيه تفاخراً *** إن القرين إلى المقارن يُنســب
فالانسان مطبوع على مصداقتة من يوافقه في الصفات حتى في الموت لا ينازل الا من يكافئه ففي غزوة بدر [حمى عند ذلك عتبة بن ربيعة، وأراد أن يظهر شجاعته، فبرز بين أخيه شيبة وابنه الوليد، فلما توسطوا بين الصفين دعوا إلى البراز، فخرج إليهم فتيه من الانصار ثلاثة، وهم عوف ومعاذ ابنا الحارث وأمهما غفراء، والثالث عبدالله بن رواحة فيما قيل، فقالوا: من أنتم ؟ قالوا رهط من الانصار.
فقالوا: ما لنا بكم حاجة.
وفى رواية فقالوا: أكفاء كرام، ولكن أخرجوا إلينا من بنى عمنا، ونادى مناديهم: يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة، وقم يا على “.]
قال رأى ابن عباس رجلا فقال إن هذا ليحبني قالوا وما علمك قال إني لأحبه والأرواح جنود مجندة فما تعارف منها أئتلف وما تناكر منها اختلف
و مـــا الـــمرء إلا بأخـــوانه كما يقبض الكف بالمعصم
و لا خير في الكف مقطوعة و لا خير في الساعد الأجذم
و كان عبدالله بن مسعود يقول لأصحابه :”أنتم جلاء حزني”
ما ذاقت النفس على شهوة ألذ من حب صديق أمين
مـن فـاته ود أخ صالـح فذلك المغبون حق اليقين
وقال بعض السلف: أعجز الناس من قصر في طلب الإخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر منهم،
يقول محمد علي كلاي
Friendship is the hardest thing in the world to explain. It’s not something you learn in school. But if you haven’t learned the meaning of friendship, you really haven’t learned anything.
الصداقة هي اصعب شي يمكن تفسيره بالعالم .. انها ليست امرا تتعلمه في المدرسة ولكن ان لم تتعلم معنى الصداقه فانك لم تتعلم شيئا في حياتك
يقول على الطنطاوي :” الأصحاب خمسة: فصاحب كالهواء لا يستغنى عنه، وصديق كالغذاء لا عيش إلا به، ولكن ربما ساء طعمه، أو صعب هضمه، وصاحب كالدواء مرٌّ كريه، ولكن لا بد منه أحياناً، وصاحب كالصهباء تلذُّ شاربها، ولكنها تودي بصحته وشرفه، وصاحب كالبلاء.
أما الذي هو كالهواء: فهو الذي يفيدك في دينك، وينفعك في دنياك، وتلذك عشرته، وتمتعك صحبته.
وأما الذي هو كالغذاء: فهو الذي يفيدك في الدنيا والدين، لكنه يزعجك أحياناً بغلظته، وثقل دمه، وجفاء طبعه.
وأما الذي هو كالدواء: فهو الذي تضطرك الحاجة إليه، وينالك النفع منه، ولا يرضيك دينه ولا تسلِّيك عشرته.
وأما الذي هو كالصهباء: فهو الذي يبلِّغك لذَّتك، وينيلك رغبتك، ولكن يفسد خلقك، ويهلك آخرتك.
وأما الذي هو كالبلاء، فهو الذي لا ينفعك في دنيا ولا دين، ولا يمتعك بعشرة ولا حديث، ولكن لا بد لك من صحبته.
وعليك أن تجعل الدين مقياساً، ورضا الله ميزاناً؛ فمن كان يفيدك في دينك فاستمسك به، إلا أن يكون ممن لا تقدر على عشرته.
ومن كان يضرك فاطَّرحه، واهجره، إلا أن تكون مضطرَّاً إلى صحبته؛ فتكون هذه الصحبة ضرورة، والضرورات تبيح المحظورات، بشرط ألا تجاوز هذه الصحبة حدَّ الضرورة.
وأما الذي لا يضرُّك في دينك، ولا ينفعك في دنياك، ولكنه ظريف ممتع _ اقتصرت منه على الاستمتاع بظرفه، على ألا تمنعك هذه الصحبة من الواجب، ولا تمشي بك إلى عبث أو إثم.
وما كان وراء ذلك فهو الذي قيل في مثله:
أن كل عظيم يحرص على صحبة الصالحين و العظماء و مخالطتهم
يبحث عنهم و ينقب عنهم حتى يعثر على أحدهم فيلتزمه
قال ربي و أحق القول قول ربي
موصيا رسول الله و أمته بمصاحبه الصالحين {
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) }
قال رسول الله { الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل }
و قال رسول الله {إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يهديك, وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك, وإما أن تجد ريحا خبيثة.}
و قد شاهدنا الماء و الهواء يفسدان بمجاوره الجيف فكيف بالطبائع البشرية
{الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67] .: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً } [الفرقان:27 – 28] .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا الإيمان يمان والحكمة يمانية والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم
و قال الحبيب ” (( لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي )) .”
لا تصحب من لا ينهضك حاله , و لا يدلك على الله مقاله
قال بلاقل بن سعد احد التابعين :
اخ لك كلما لقيك ذكرك بنصيبك من الله ،واخبرك بعيب فيك ،احب اليك ،وخير لك من اخ كلما لقيك وضع فينه كفك دينارا))
قَالَ إبْرَاهِيمُ الْخَوَّاصُ : دَوَاءُ الْقُلُوبِ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ : قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِالتَّدَبُّرِ ، وَخَلَاءُ الْبَاطِنِ ، وَقِيَامُ اللَّيْلِ ، وَالتَّضَرُّعُ عِنْدَ السَّحَرِ ، وَمُجَالَسَةُ الصَّالِحِينَ .
وَالْعَرَبُ تَقُولُ : لَوْلَا الْوِئَامُ لَهَلَكَ الْأَنَامُ .
أَيْ لَوْلَا أَنَّ النَّاسَ يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَيَقْتَدِي بِهِمْ فِي الْخَيْرِ لَهَلَكُوا .
وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : مِنْ خَيْرِ الِاخْتِيَارِ صُحْبَةُ الْأَخْيَارِ ، وَمِنْ شَرِّ الِاخْتِيَارِ مَوَدَّةُ الْأَشْرَارِ .
وَهَذَا صَحِيحٌ ؛ لِأَنَّ لِلْمُصَاحَبَةِ تَأْثِيرًا فِي اكْتِسَابِ الْأَخْلَاقِ ، فَتَصْلُحُ أَخْلَاقُ الْمَرْءِ بِمُصَاحَبَةِ أَهْلِ الصَّلَاحِ وَتَفْسُدُ بِمُصَاحَبَةِ أَهْلِ الْفَسَادِ .
وَلِذَلِكَ قَالَ الشَّاعِرُ :
رَأَيْت صَلَاحَ الْمَرْءِ يُصْلِحُ أَهْلَهُ وَيُعْدِيهِمْ عِنْدَ الْفَسَادِ إذَا فَسَدْ
يُعَظَّمُ فِي الدُّنْيَا بِفَضْلِ صَلَاحِهِ وَيُحْفَظُ بَعْدَ الْمَوْتِ فِي الْأَهْلِ وَالْوَلَدْ
قال علي رضي الله عنه:عليكم ب الإخوان فإنهم عدة في الدنيا و الآخرة،ألا تسمع إلى قول أهل النار”فما لنا من شافعين ولا صديق حميم”الشعراء100
أنظر عندما هاجر رسول الله من مكه أختار معه الصديق الاكبر صديق الأمه أبو بكر الصديق {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) } التوبه
و في حديث الرجل الذي قتل تسعه و تسعون نفسا ذهب الى عالم و سئله {فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدِ اللَّهَ مَعَهُمْ وَلاَ تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ} فأمره بالخروج من القرية التى لا تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر و يذهب الى قرية أهلها صالحون
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه وكل قرين بالمقارن مهتدي
و رأى احدهم غراب يطير مع صقر فعجب من ذلك فلما هبطا الى الارض اذا كلاهما يعرجان
وحكى عن الشيخ العارف أبي العباس المرسي أن امرأة قالت له: كان عندنا قمح مسوس فطحناه فطحن السوس معه. وكان عندنا فول مسوس فدششناه فخرج السوس حياً فقال لها: صحبة الأكابر تورث السلامة. قلت: ويقرب من هذا، ما حكاه ابن عطية في تفسير سورة الكهف، أن والده حدثه عن أبي الفضل الجوهري الواعظ بمصر، أنه قال في مجلس وعظه: من صحب أهل الخير عادت عليه بركتهم، هذا كلب صحب قوماً صالحين فكان من بركتهم عليه أن ذكره الله تعالى في القرآن ولا يزال يتلى على الألسنة أبداً. ولذلك قيل: من جالس الذاكرين انتبه من غفلته، ومن خدم الصالحين ارتفع بخدمته.
وقال آخر:
واحذر مؤاخــــاة الدنيء لأنه *** يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
واختر صديقك واصطفيه تفاخراً *** إن القرين إلى المقارن يُنســب
فالانسان مطبوع على مصداقتة من يوافقه في الصفات حتى في الموت لا ينازل الا من يكافئه ففي غزوة بدر [حمى عند ذلك عتبة بن ربيعة، وأراد أن يظهر شجاعته، فبرز بين أخيه شيبة وابنه الوليد، فلما توسطوا بين الصفين دعوا إلى البراز، فخرج إليهم فتيه من الانصار ثلاثة، وهم عوف ومعاذ ابنا الحارث وأمهما غفراء، والثالث عبدالله بن رواحة فيما قيل، فقالوا: من أنتم ؟ قالوا رهط من الانصار.
فقالوا: ما لنا بكم حاجة.
وفى رواية فقالوا: أكفاء كرام، ولكن أخرجوا إلينا من بنى عمنا، ونادى مناديهم: يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة، وقم يا على “.]
قال رأى ابن عباس رجلا فقال إن هذا ليحبني قالوا وما علمك قال إني لأحبه والأرواح جنود مجندة فما تعارف منها أئتلف وما تناكر منها اختلف
و مـــا الـــمرء إلا بأخـــوانه كما يقبض الكف بالمعصم
و لا خير في الكف مقطوعة و لا خير في الساعد الأجذم
و كان عبدالله بن مسعود يقول لأصحابه :”أنتم جلاء حزني”
ما ذاقت النفس على شهوة ألذ من حب صديق أمين
مـن فـاته ود أخ صالـح فذلك المغبون حق اليقين
وقال بعض السلف: أعجز الناس من قصر في طلب الإخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر منهم،
يقول محمد علي كلاي
Friendship is the hardest thing in the world to explain. It’s not something you learn in school. But if you haven’t learned the meaning of friendship, you really haven’t learned anything.
الصداقة هي اصعب شي يمكن تفسيره بالعالم .. انها ليست امرا تتعلمه في المدرسة ولكن ان لم تتعلم معنى الصداقه فانك لم تتعلم شيئا في حياتك
يقول على الطنطاوي :” الأصحاب خمسة: فصاحب كالهواء لا يستغنى عنه، وصديق كالغذاء لا عيش إلا به، ولكن ربما ساء طعمه، أو صعب هضمه، وصاحب كالدواء مرٌّ كريه، ولكن لا بد منه أحياناً، وصاحب كالصهباء تلذُّ شاربها، ولكنها تودي بصحته وشرفه، وصاحب كالبلاء.
أما الذي هو كالهواء: فهو الذي يفيدك في دينك، وينفعك في دنياك، وتلذك عشرته، وتمتعك صحبته.
وأما الذي هو كالغذاء: فهو الذي يفيدك في الدنيا والدين، لكنه يزعجك أحياناً بغلظته، وثقل دمه، وجفاء طبعه.
وأما الذي هو كالدواء: فهو الذي تضطرك الحاجة إليه، وينالك النفع منه، ولا يرضيك دينه ولا تسلِّيك عشرته.
وأما الذي هو كالصهباء: فهو الذي يبلِّغك لذَّتك، وينيلك رغبتك، ولكن يفسد خلقك، ويهلك آخرتك.
وأما الذي هو كالبلاء، فهو الذي لا ينفعك في دنيا ولا دين، ولا يمتعك بعشرة ولا حديث، ولكن لا بد لك من صحبته.
وعليك أن تجعل الدين مقياساً، ورضا الله ميزاناً؛ فمن كان يفيدك في دينك فاستمسك به، إلا أن يكون ممن لا تقدر على عشرته.
ومن كان يضرك فاطَّرحه، واهجره، إلا أن تكون مضطرَّاً إلى صحبته؛ فتكون هذه الصحبة ضرورة، والضرورات تبيح المحظورات، بشرط ألا تجاوز هذه الصحبة حدَّ الضرورة.
وأما الذي لا يضرُّك في دينك، ولا ينفعك في دنياك، ولكنه ظريف ممتع _ اقتصرت منه على الاستمتاع بظرفه، على ألا تمنعك هذه الصحبة من الواجب، ولا تمشي بك إلى عبث أو إثم.
وما كان وراء ذلك فهو الذي قيل في مثله:
إذا كنت لا علمٌ لديك تفيدنا | ولا أنت ذو دين فنرجوك للدين | |
ولا أنت ممن يرتجى لملمّة | عملنا مثالاً مثلَ شخصك من طين |
قال الحسن البصري – رحمه الله-: “استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة”.