1
بداية
دروس من ريجيو(نموذج مدارس في ريجيو إميليا شمال روما)
ستيف سيدل
Steve Seidel
خلال عَقد من التعاون والتواصل حول مشروع "جعل التعلم مرئيا"وبالصداقات التي تطورت في ذلك الوقت، فإننا في" مشروع صفر"
Project Zero
تعلمنا الكثير من الدروس. وهذه الدروس أثرت في كل سمة من سمات وجودنافي هذا العالم، ولكنها بالتأكيد أثرت في فهمنا للمدارس وتدريسنا وطرائق تعاوننا بلأثرت في كيف نكون مع عوائلنا وأصدقائنا.
إن الحاجة للمصداقية في التعليم الأمريكي كان أساس حركة التغييرالقائمة على المقاييس في تسعينيات القرن العشرين ولا تزال تسيطر على تفكيرناوممارساتنا التعليمة. فنحن، في هذه اللحظة، في الولايات المتحدة مستغرقون في فكرةالتبريرات السيكومترية(أي المقاييس المُقننة للقدرات الإنسانية) و"العلمية"لممارساتنا التعليمية وهذا أنسانا وجود نماذج تفسيرية أخرى. ويبدو أننا نسينا إمكانيةوجود طريقة أخرى لإثبات مصداقيتنا.
وأحيانا أتساءل إن كان الطريق الذي نسلكه يقودنا إلى مكان ما أو لايقودنا إلى أي مكان....صعب فقط وطويل أو مستحيل حقا. ومن الممكن أن أكون محتاراأكثر – وقانطا - إذا لم تذكرني تجربة ريجيو بإمكانية أخرى.
ومعلمو ريجيو يتقبلون مسؤوليتهم عن قراراتهم واختياراتهم وتقديم قيمةلما يفعلون ولماذا يفعلونه وماذا يحدث بعد ذلك في مدارسهم. ولا يمررون تقييماختياراتهم لشخص آخر أو لاختبار. فهم يحملون تراثا من التبرير الفلسفي أقدم منالسيكومترية وهذا التراث يفسر الاختيارات التعليمية ببناء القرارات على الأسئلةالأساس عن تصورنا للطفل والمعلم والمدرسة.
وفي عصر المقاييس المُقنَنة للقدرات الانسانية ، يُنظر إلى التفسيرات الفلسفية للممارسات التعليمية على أنها سهلة ومُبهمة وتفتقد الصرامة. ومع ذلكفإن كل من يزور مدارس ريجيو يدرك أنهم لا يفتقدون الجدية فيما يفعلون. فلا تفلتسمة للفصل الدراسي أو البيئة المدرسية من التقييم الجاد والعميق، فكل دقيقة من اليوم وكل تفصيلات البيئة المحيطةوكل بُعد من أبعاد العلاقات في المدرسة يُنظر فيه و يُناقش ويُصقل. فالاختيارات تُدرسوفق علاقاتها بالأفكار التي تثير فيهم الحيوية وعلاقاتها بتجارب الاطفال والمعلماتفي الفصول. وهذا عمل لا نهاية له. فما يُقرر اليوم يُعاد النظر فيه العام القادموالأسبوع القادم او اليوم القادم.
ومن السخرية أنه في الوقت الذي تجذب مدارس ريجيو الكثيرَ من المعلمينالأمريكيين وتكون مصدرَ إلهام لهم، إلا أن الكثير منا يعتقد أنه لا يملك الوقتللتفكير في ممارساتنا كما يفعلون في ريجيو. ولا أظن أن القضية مشكلة وقتٍ بقدر ماهي مشكلة التزامٍ بمستوى عميق من التفكير الجاد والحوار وهما أساسان لحيوية مدارسريجيو. ولعلنا نتردد عندما نقترب من هذا النموذج البديل للمصداقية لأننا نعرفبداهة أنه طريق صعب ويتطلب الكثير ممن يسير فيه.
ومع ذلك فإنه من الأفضل دائما أن نكون في طريق صعب- بل صعب جدا- بدلامن طريق أعرف بقلبي أنه لا يؤدي إلى وُجهتي. إن تحدي وجمال تجربة ريجيو هي مواجهةإمكانية أني استطيع أن أعمل – كما يعملون- مع الآخرين لإبداع الواقع الذي أعيشفيه...مهما كانت متطلبات ذلك النشاط المُبدع.
15 يوليو 2011