ما الذي يشبهه تعليمُنا اليوم عرفنا ذلك أم لم نعرف؟؟؟؟
أولا: التعليم يشبه خط التجميع في مصنع لملئ الأوعية مثلا. هناك أوعية لا بد من أن تملأ ويعمل الموظفون على ذلك وبمرور الأوعية يتم ملؤها بالرياضيات والقراءة والتاريخ الخ
وهناك إدارة لهذا المصنع تحدد متى توضع الأوعية على الحزام المتحرك وكم مدة بقائها وما المواد التي ينبغي أن تصب في الأوعية وما العمل مع الأوعية التي تكون فوهاتها اصغر من الأخرى أو بلا فوهات.
والافتراض هذا يتضمن افتراضا آخر وهو أنّ ما يوضع في الوعاء سيدخل الوعاء ويبقى هناك.
تصوروا مصنعا يعمل فيه عمال على ملئ أوعية ومع ذلك تخرج الأوعية فارغة! لا بد أن هذا سيثير أسئلة ويكون لجانا الخ.
ولكن في التعليم لم يسال احد السؤال نفسه: كيف تخرج الأوعية(عقول الطلاب) فارغة خاصة أن المعلمين موقنون أن التدريس يُنتج، لا محالة، تعلما وأن وزيادة التدريس تؤدي إلى زيادة التعلم حتما؟؟؟؟؟
وإذا لم يحدث هذا يطل علينا من ينادي بان السبب هو تأخر الطلاب في الذهاب إلى المدرسة. فليذهبوا في سن الثالثة والرابعة أو يطل علينا من ينادي بزيادة المناهج من الصف الأول ابتدائي وخاصة الرياضيات والعلوم والكمبيوتر والإنجليزي. أهذا هو الحل؟؟؟
ثانيا: الطلاب كفئران التجارب. مهمة تعقبها جزرة أو عصا أو ما يقوم مقامهما من تعزيز إيجابي أو سلبي كالفأر الذي إذا فعل ما يريده الباحث أعطي لقمة طيبة وإلا فصدمة كهربائية والتعليم اليوم يشبه هذا. سؤال وجواب فإذا كان الجواب خطأ فتكشيرة أو إهانة أو تنقيص علامة أو ..الخ وإذا كانت صحيحة فصفقة أو علامة الخ
وثالثا: المدرسة مؤسسة تأهيلية أو علاجية. وفيها يتم تصنيف الطلاب وإذا أحسن الطلاب فشكرا للمدرسة وإذا اساؤوا فهم الملامون لا المدرسة وإذا لم يرغبوا في التعلم فهناك تشخيص جديد وهو صعوبات التعلم فالعيب ليس في المصح عفوا المدرسة ولا المعلمين ولا المناهج . العيب في الطلاب ولا بد من إصلاحهم ولهذا توضع اختبارات لطلاب صغار لاكتشاف عيوبهم مبكرا كما يزعمون. هل فكر أحد في أن الصعوبات تزول في جو خال من التوتر؟؟؟؟
وترتفع الشكاوى من عدم رغبة الطلاب في التعلم وأنهم كسالى وأنه لا بد من العصا والجزرة وأنهم لا يتعلمون إلا إذا علمناهم وأريناهم كيف يتعلمون وأنه لا بد من تجزئة ما يقدم لهم وتوزيعه على حصص، كل حصة 45 دقيقة يدخل المعلم فيها ما يسمى بالفصل ليفرغ حمولته ليأتي من يليه وهكذا.
كل التشبيهات والفرضيات السابقة خاطئة وكلما بذلنا جهدا أكبر في الطريق الخطأ كلما زاد الأمر سوءا.
خالد سيف الدين عاشور
28 أكتوبر 2010