معاني أساسيية غابت عن أهل الإسلام توضح معنى كوني مسلما ومرتضيا الإسلام دينا..!
هنا نتوقف وقفة خطيرة, ما معنى كوني(مسلم)؟هل هي كلمة تفتخر بها كما يفتخر الناس؟ نفتخر أننا مسلمون؟!ماذا يعني كوني مسلم؟ ماذا يعني انتمائي للإسلام؟.. مجرد شكل في شهادة الميلاد مسلم؟!..(في البطاقة مسلم)..! ما معنى كوني مسلم؟ هذا أمر ينبقي أن نقف معه وقفة مهمة جدا للجميع كبارا وصغارا,جوابي في حديث جبريل عليه السلام حيث أجاب النبي صلى الله عليه وسلم بذكر ما يعرف بالأركان الخمسة لما سأله جبريل عليه السلام عن الإسلام
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:بينما نحن جلوس عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ذاتَ يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ شديدُ سوادِ الشعرِ ، لا نرَى عليه أثرَ السفرِ ولا نعرفُه ، حتَّى جلس إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فأسند ركبتَه إلى ركبتِه ووضع كفَّيهِ على فخذِه ثمَّ قال : يا محمدُ أخبرْني عن الإسلامِ ، ما الإسلامُ ؟ قال : أنْ تشهدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهَ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ وتقيمَ الصلاةِ وتؤتيَ الزكاةَ وتصومَ رمضانَ وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليه سبيلًا . قال : صدقتَ : قال عمرُ : فعجِبنا له يسألهُ ويصدقُه . فقال : يا محمدُ أخبرني عن الإيمانِ ما الإيمانُ ؟ قال : أنْ تؤمنَ باللهِ وملائكتِه وكتبِه ورسلِه واليومِ الآخرِ وتؤمن بالقدرِ خيرِه وشرِّه . قال : صدقتَ . قال : فأخبرني عن الإحسانِ ما الإحسانُ ؟ قال : أنْ تعبدَ اللهَ كأنك تراهُ فإن لم تكنْ تراهُ فإنه يراكَ . فقال : أخبرني عن الساعةِ متى الساعةُ ؟ قال : ما المسؤولُ عنها بأعلمَ من السائلِ . فقال : أخبرني عن أماراتِها . قال : أنْ تلدَ الأمةُ ربَّتها وأنْ ترَى الحفاةَ العراةَ العالةَ رعاءَ الشَّاءِ يتطاولونَ في البنيان ، قال : ثمَّ انطلقَ الرجلُ ، قال عمرُ : فلبثتُ مليا ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم : يا عمرُ أتدري من السائلُ ؟ قلتُ : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال : فإنه جبريلُ أتاكم يعلِّمَكم دينَكم
صحيح مسلم
هذا الحديث عظيم القدر.كبير الشأن,جامع لأبواب الدين كله بأبسط أسلوب,وأوضح عبارة,ولا نجد وصفا جامعا لهذ الحديث أفضل من قوله صلى الله عليه وسلم (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) وقد تناول الحديث الذي بين أيدينا حقائق الدين الثلاث :الإسلام والإيمان والإحسان,وهذه المراتب الثلاث عظيمة جدا,لأن الله سبحانه وتعالى علق عليها السعادة والشقاء في الدنيا والآخرة, وبين هذه المراتب ارتباط وثيق ,فدائرة الإسلام أوسع هذه الدوائر,تليها دائرة الإيمان فالإحسان ,وبالتالي فإن كل محسن مؤمن,وكل مؤمن مسلم ,ومما سبق يتبين لك العتاب الرباني على أولئك الأعراب الذين ادعوا لأنفسهم مقام الإيمان ,وهو لم يتمكن في قلوبهم بعد,يقول الله في كتابه الكريم
{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ }
14 الحجرات
فدل هذا على أن الإيمان أخص وأضيق دائرة من الإسلام.
وإذا أردنا التعمق في فهم المراتب السابقة ,فإننا نجد أن الإسلام ,هو التعبد لله سبحانه وتعالى بما شرع ,والاستسلام له بطاعته ظاهرا وباطنا,وهو الدين الذي امتن الله به على رسوله صلى الله عليه وسلم وأمته,وجعله دين البشرية كلها إلى قيام الساعة,ولا يقبل من أحد سواه ,وللإسلام أركان ستة كما جاء في الحديث,أولا شهادة أن لا إله إلا الله,وأن محمدا رسول الله,وفي الجمع بينهما في ركن واحد إشارة لطيفة إلى أن العبادة لا تتم ولا تقبل إلا بأمرين: الإخلاص لله تعالى ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ,كما جا في قوله تعالى
{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}
الكهف 10
هذا معن أنك مسلم ؟!! معنى أنك مسلم ,أن تكون مسلما في عقيدتك,ما معنى أن تكون مسلما في عقيدتك ؟!هذا أمر يسير جدا,ولكن كثير من الناس يجهله ؟!أن تكون مؤمنا بالله جل وعلا ,لا يعبد غيره, ولا يصرف لونا من ألوان العبادة لسواه,العبادة كلها من ظاهر وباطن ينبغي أن تصرف لله,ومن لم يفعل ذلك كان عابدا مع الله سواه,ولا أحد يدري هذا إلا من رحم الله! أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره,أن تحصل أمور الإيمان ,أن تكون مسلما في عقيدتك في نبيك محمد ,هل معنى أن تؤمن بالني محمد صلى الله عليه وسلم أن تشهد شهادة اللفظ أنه رسول الله ثم تاتي حركة حياتك معاكسة لما جاء به رسول الله؟! أهذا إيمان برسول الله؟!! أتكون مؤمنا بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو يأمرك وتعصاه؟! وهو ينهاك ولا تلتفت إلى ما نهاك عنه؟! بل تتورط فيه!! ولا يكفي مجرد الاعتراف بوجود الله,والإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم أن يتلفظ بالشهادتين بدليل أن المشركين كانو يقرون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر ,كما قال عز وجل
" قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ "
يونس 31
وها هو أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقر بنبوة ابن أخيه,ويدافع عنه وينصره ,بل كان يقول:
ولقد علمت بأندين محمد....من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة....لوجدتني سمحا بذاك مبينا
أما العمل بمقتضى هذا الإيمان,فهو قضية من أعظم القضايا التي غفل الناس عن فهمها,فالإيمان لا يمكن أن يتحقق إلا بالعمل,والشريعة مليئة بالنصوص القاطعة الدالة على ركنية العمل لصحة الإيمان,فقد قال تعالى:
" وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ "
النور47
ولا شك أن ترك العمل بدين الله من أعظم التولي عن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وبهذا يتبين لك ضلال من ابتعد عن نور الله ,وترك العمل بشريعته,فإذا نصحته بصلاة أو زكاة احتج لك بإن الإيمان في القلب.ونسي أن العمل يصدق ذلك أو يكذبه كما قال الحسن البصري رحمه الله,إذ لو كان إيمانه صادقا لأورث العمل ,وأثمر الفعل ,كما قيل :والدعاوي ما لم يقيموا عليها......بينات أصحابها أدعياء
وإذا كان الإيمان متضمنا لتلك الأمور الثلاثة ,لزم أن يزيد وينقص وبيان ذلك أن الإقرار بالقلب يتفاوت من شخص لآخر ,ومن حالة إلى آخرى ,فلا شك أن يقين الصحابة بربهم ليس كغيرهم ,بل الشخص الواحد قد تمر عليه لحظات من قوة اليقين بالله حتى كأنه يرى الجنة والنار,وقد تتخلله لحظات ضعف وفتور فيخف يقينه ,كما قال حنظلة رضي الله عنه:(نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنها رأي عين,فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا) صحيح مسلم
إذا فإقرار القلب متفاوت,وكذلك الأقوال والأعمال ,فإن من ذكر الله كثيرا ليس كغيره,ومن اجتهد في العبادات,وداوم على الطاعة,ليس كمن أسرف على نفسه بالمعاصي والسيئات ,وأسباب زيادة الإيمان كثيرة,منها:معرفة أسماء الله وصفاته ,فإذا علم العبد صفة الله البصير ابتعد عن معصية الله تعالى لأنه يستشعر مراقبة الله له ,وإذا قرأ في كتاب الله قوله : ((قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))
26 أل عمرآن,اطمان قلبه ,ورضي بقضاء الله وقدره,ومنها :كثرة ذكر الله تعالى, لأنه غذاء القلوب,وقوت النفوس,مصداقا لقوله تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"
الرعد 28 ومن أسباب زيادة الإيمان: النظر في آيات الله في الكون ,والتأمل في خلقه ,كما قال تعالى: "وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ"
الذاريات 21, ومنها :الاجتهاد في العبادة ,والإكثار من الأعمال الصالحة.
هنا نتوقف وقفة خطيرة, ما معنى كوني(مسلم)؟هل هي كلمة تفتخر بها كما يفتخر الناس؟ نفتخر أننا مسلمون؟!ماذا يعني كوني مسلم؟ ماذا يعني انتمائي للإسلام؟.. مجرد شكل في شهادة الميلاد مسلم؟!..(في البطاقة مسلم)..! ما معنى كوني مسلم؟ هذا أمر ينبقي أن نقف معه وقفة مهمة جدا للجميع كبارا وصغارا,جوابي في حديث جبريل عليه السلام حيث أجاب النبي صلى الله عليه وسلم بذكر ما يعرف بالأركان الخمسة لما سأله جبريل عليه السلام عن الإسلام
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:بينما نحن جلوس عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ذاتَ يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ شديدُ سوادِ الشعرِ ، لا نرَى عليه أثرَ السفرِ ولا نعرفُه ، حتَّى جلس إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فأسند ركبتَه إلى ركبتِه ووضع كفَّيهِ على فخذِه ثمَّ قال : يا محمدُ أخبرْني عن الإسلامِ ، ما الإسلامُ ؟ قال : أنْ تشهدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهَ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ وتقيمَ الصلاةِ وتؤتيَ الزكاةَ وتصومَ رمضانَ وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليه سبيلًا . قال : صدقتَ : قال عمرُ : فعجِبنا له يسألهُ ويصدقُه . فقال : يا محمدُ أخبرني عن الإيمانِ ما الإيمانُ ؟ قال : أنْ تؤمنَ باللهِ وملائكتِه وكتبِه ورسلِه واليومِ الآخرِ وتؤمن بالقدرِ خيرِه وشرِّه . قال : صدقتَ . قال : فأخبرني عن الإحسانِ ما الإحسانُ ؟ قال : أنْ تعبدَ اللهَ كأنك تراهُ فإن لم تكنْ تراهُ فإنه يراكَ . فقال : أخبرني عن الساعةِ متى الساعةُ ؟ قال : ما المسؤولُ عنها بأعلمَ من السائلِ . فقال : أخبرني عن أماراتِها . قال : أنْ تلدَ الأمةُ ربَّتها وأنْ ترَى الحفاةَ العراةَ العالةَ رعاءَ الشَّاءِ يتطاولونَ في البنيان ، قال : ثمَّ انطلقَ الرجلُ ، قال عمرُ : فلبثتُ مليا ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم : يا عمرُ أتدري من السائلُ ؟ قلتُ : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال : فإنه جبريلُ أتاكم يعلِّمَكم دينَكم
صحيح مسلم
هذا الحديث عظيم القدر.كبير الشأن,جامع لأبواب الدين كله بأبسط أسلوب,وأوضح عبارة,ولا نجد وصفا جامعا لهذ الحديث أفضل من قوله صلى الله عليه وسلم (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) وقد تناول الحديث الذي بين أيدينا حقائق الدين الثلاث :الإسلام والإيمان والإحسان,وهذه المراتب الثلاث عظيمة جدا,لأن الله سبحانه وتعالى علق عليها السعادة والشقاء في الدنيا والآخرة, وبين هذه المراتب ارتباط وثيق ,فدائرة الإسلام أوسع هذه الدوائر,تليها دائرة الإيمان فالإحسان ,وبالتالي فإن كل محسن مؤمن,وكل مؤمن مسلم ,ومما سبق يتبين لك العتاب الرباني على أولئك الأعراب الذين ادعوا لأنفسهم مقام الإيمان ,وهو لم يتمكن في قلوبهم بعد,يقول الله في كتابه الكريم
{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ }
14 الحجرات
فدل هذا على أن الإيمان أخص وأضيق دائرة من الإسلام.
وإذا أردنا التعمق في فهم المراتب السابقة ,فإننا نجد أن الإسلام ,هو التعبد لله سبحانه وتعالى بما شرع ,والاستسلام له بطاعته ظاهرا وباطنا,وهو الدين الذي امتن الله به على رسوله صلى الله عليه وسلم وأمته,وجعله دين البشرية كلها إلى قيام الساعة,ولا يقبل من أحد سواه ,وللإسلام أركان ستة كما جاء في الحديث,أولا شهادة أن لا إله إلا الله,وأن محمدا رسول الله,وفي الجمع بينهما في ركن واحد إشارة لطيفة إلى أن العبادة لا تتم ولا تقبل إلا بأمرين: الإخلاص لله تعالى ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ,كما جا في قوله تعالى
{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}
الكهف 10
هذا معن أنك مسلم ؟!! معنى أنك مسلم ,أن تكون مسلما في عقيدتك,ما معنى أن تكون مسلما في عقيدتك ؟!هذا أمر يسير جدا,ولكن كثير من الناس يجهله ؟!أن تكون مؤمنا بالله جل وعلا ,لا يعبد غيره, ولا يصرف لونا من ألوان العبادة لسواه,العبادة كلها من ظاهر وباطن ينبغي أن تصرف لله,ومن لم يفعل ذلك كان عابدا مع الله سواه,ولا أحد يدري هذا إلا من رحم الله! أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره,أن تحصل أمور الإيمان ,أن تكون مسلما في عقيدتك في نبيك محمد ,هل معنى أن تؤمن بالني محمد صلى الله عليه وسلم أن تشهد شهادة اللفظ أنه رسول الله ثم تاتي حركة حياتك معاكسة لما جاء به رسول الله؟! أهذا إيمان برسول الله؟!! أتكون مؤمنا بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو يأمرك وتعصاه؟! وهو ينهاك ولا تلتفت إلى ما نهاك عنه؟! بل تتورط فيه!! ولا يكفي مجرد الاعتراف بوجود الله,والإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم أن يتلفظ بالشهادتين بدليل أن المشركين كانو يقرون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر ,كما قال عز وجل
" قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ "
يونس 31
وها هو أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقر بنبوة ابن أخيه,ويدافع عنه وينصره ,بل كان يقول:
ولقد علمت بأندين محمد....من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة....لوجدتني سمحا بذاك مبينا
أما العمل بمقتضى هذا الإيمان,فهو قضية من أعظم القضايا التي غفل الناس عن فهمها,فالإيمان لا يمكن أن يتحقق إلا بالعمل,والشريعة مليئة بالنصوص القاطعة الدالة على ركنية العمل لصحة الإيمان,فقد قال تعالى:
" وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ "
النور47
ولا شك أن ترك العمل بدين الله من أعظم التولي عن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وبهذا يتبين لك ضلال من ابتعد عن نور الله ,وترك العمل بشريعته,فإذا نصحته بصلاة أو زكاة احتج لك بإن الإيمان في القلب.ونسي أن العمل يصدق ذلك أو يكذبه كما قال الحسن البصري رحمه الله,إذ لو كان إيمانه صادقا لأورث العمل ,وأثمر الفعل ,كما قيل :والدعاوي ما لم يقيموا عليها......بينات أصحابها أدعياء
وإذا كان الإيمان متضمنا لتلك الأمور الثلاثة ,لزم أن يزيد وينقص وبيان ذلك أن الإقرار بالقلب يتفاوت من شخص لآخر ,ومن حالة إلى آخرى ,فلا شك أن يقين الصحابة بربهم ليس كغيرهم ,بل الشخص الواحد قد تمر عليه لحظات من قوة اليقين بالله حتى كأنه يرى الجنة والنار,وقد تتخلله لحظات ضعف وفتور فيخف يقينه ,كما قال حنظلة رضي الله عنه:(نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنها رأي عين,فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا) صحيح مسلم
إذا فإقرار القلب متفاوت,وكذلك الأقوال والأعمال ,فإن من ذكر الله كثيرا ليس كغيره,ومن اجتهد في العبادات,وداوم على الطاعة,ليس كمن أسرف على نفسه بالمعاصي والسيئات ,وأسباب زيادة الإيمان كثيرة,منها:معرفة أسماء الله وصفاته ,فإذا علم العبد صفة الله البصير ابتعد عن معصية الله تعالى لأنه يستشعر مراقبة الله له ,وإذا قرأ في كتاب الله قوله : ((قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))
26 أل عمرآن,اطمان قلبه ,ورضي بقضاء الله وقدره,ومنها :كثرة ذكر الله تعالى, لأنه غذاء القلوب,وقوت النفوس,مصداقا لقوله تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"
الرعد 28 ومن أسباب زيادة الإيمان: النظر في آيات الله في الكون ,والتأمل في خلقه ,كما قال تعالى: "وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ"
الذاريات 21, ومنها :الاجتهاد في العبادة ,والإكثار من الأعمال الصالحة.