13
حقيقة احترام الذات
ما المقصود هنا باحترام الذات؟
المقصود هنا كيف نقيم أنفسنا وسماتنا الشخصية وكيف نرى أنفسنا وقيمتها.
1- قياس احترام الذات: كيف يقاس احترام الانسان لذاته عادة؟ بمجموعة اسئلة يجيب عليها من يحب ان يقيس مدى تقديره واحترامه لذاته. والسؤال هو: هل إجابات الناس تكشف ما يحب ويتمنى أن يكونه الشخص أم حقيقة ما هو عليه؟ هل هي أمنية أم واقع؟
كما أن البعض قد لا يعطي لنفسه درجة عالية تواضعا أو لإنه يفكر بطريقة نسبية أو لإنه يفعل ما يسأله السؤال أحيانا ولا يفعله أحيانا أو لإنه لا يحب المبالغة أو لأسباب أخرى .
كما أن النتيجة ستحدد موقع الشخص بالنسبة لغيره فعلى فرض ان العلامة من 1 إلى 100 وتم اختبار 10 اشخاص فأخذ الأول 80 والثاني 60 فسنقول بأن الأول أفضل مقارنة بالثاني ولكن هل هو أفضل فعلا ؟؟؟ وهل الثاني أسوء فعلا ؟ وعلى فرض أن الإجابة إلى حد كبير تعطي مؤشرا فهل المؤشر يدمغ الإنسان بضعف احترامه لذاته إلى الأبد ام أنه يستطيع أن يفعل شيئا إزاء هذا الموضوع؟ وما الذي عليه أن يفعله ليرفع احترامه لذاته؟ وماذا لو غَير بيئته مثلا وأعيد الاختبار أو تغير من يحيط به أو تغيرت معاملتهم له ، هل سيتغير وبالتالي تتغير إجاباته؟ وهل يمكن لشخص أن يتعمد الإجابة التي تضعه في أدنى المستويات لأسباب لا نعرفها؟؟؟؟ وهل يمكن أن نقول بأنه يمكن أن نضيف اسئلة بالإجابة عليها يتغير المستوى أو نحذف أسئلة تُغير المستوى ؟ وهل يمكن أن نغير صياغة السؤال فيتغير الجواب وبالتالي المستوى؟؟؟
وماذا لو أعطينا الأسئلة لمن يحيط بهذا الإنسان ويعيش معه ليجيبوا عليها؟ لو أعطِيت لأمه أو ابيه أو معلمه أو معلمتها أو لهم جميعا. هل تتأثر الإجابات بشخصياتهم. ماذا لو أن الأم من النوع الذي يطلب المثالية؟؟؟ وماذا لو كانت المعلمة على العكس وكانت أكثر فهما لشخصيتها ومدى تأثيرها في الإجابات؟ هنا يحدث تباين في الإجابات؟ وقد يحدث التباين لاختلاف البيئات كما ذكرت.وعندها هل نعمل على "تغيير" الشخص أم البيئة؟؟؟أي هل نقدم له دورات في كيفية الارتقاء بتقديره لذاته أم نغير البيئة فقط؟؟؟
2- احترام الذات والسلوك الاجتماعي:
هل يَحول بينك والسلوكيات الخاطئة او الهدامة كالعنف والمخدرات؟
هل هو لقاح يمنع عنك أمراضا اجتماعية معينة؟
وهل ضعف احترامك لذاتك سبب للوقوع في مثل هذه الجرائم والمشكلات أم هو عامل من العوامل أو سبب من الأسباب؟
وهل من لا يحترم نفسه يقيم وزنا للآخرين؟ وهل الذي يحترم نفسه يقيم وزنا للآخرين؟(لاحظ أني أتحدث باطلاق والأمر نسبي)
هل السلوك العنيف ناتج عن ضعف احترام الذات؟
هل القادرون على حل نزاعاتهم مع الآخرين يحملون - ضرورة - احتراما للذات عالية؟
وعلى فرض أن ضعف احترام الذات يؤدي إلى انحراف الأحداث، ألا يمكن أن يؤدي ما يقوم به الحَدَثُ من انحراف إلى تقوية احترامه لذاته؟
وسؤال مهم:
إذا كان الانضمام لعصابةٍ أو جماعة " إرهابية" ما يعزز احترام الذات ، فهل احترام الذات هو ما نريد أن نوصل له الطلاب والأطفال؟ هل هذا ما نريده؟؟
أذكر ما لخصته من كتاب 36 طفل:
(يقول المؤلف:"في تلك المرحلة من حياته قدم له الشارع أكثر مما تقدمه المدرسة" وهذه جملة لا بد أن يعيها جيدا المهتمون بالمؤسسة المهترءة التي يسمونها مدرسة. الشارع يقدم أكثر مما تقدمه المدرسة!!!!!!! الشارع –لعله- يقدم احترام النفس، المال،الملابس،الأصدقاء،الأيدلوجية واضيف الإنتماء وربما الحب غير المشروط من أقرانه والاهتمام والاستماع والتشويق . ما الذي تقدمه المدرسة بالله عليكم؟؟؟؟؟؟ )
وأذكر ما يلي من كتاب "استعادة الطفولة"
(هل الأطفال بصفة خاصة محبون للطبيعة ومهتمون بها؟
لقد قدم المؤلف إجابات محاولا إثبات أنهم كذلك ولفت انتباهي حديثه عن البيت أو هذا الذي يحب الأطفالُ بناءه في الحدائق أو غيرها كملجأ يجلسون فيه ويلعبون فيه ولعلنا نلحظه في أفلام كثيرة مبنيا على فروع الأشجار الخ. ويشير المؤلف إلى أن الأطفال يهتمون بهذا البيت إلى الحادية عشر من أعمارهم ثم تخبو هذه الرغبة ويذكر أن الباحث" ديفيد سوبل" يرى- وهذا ما لفت انتباهي-:"أن الصغار(يقصد بعد سن معينة) يقل اهتمامهم بإيجاد منازل في عالم الطبيعة ويزداد اهتمامهم بإيجاد مكانهم في العالم الاجتماعي")
وسؤال آخر: هل الناس الذين يشعرون بالرضا عن أنفسهم أميل لمساعدة الآخرين والاهتمام بهم؟
بعض الأبحاث لم تصل إلى هذه النتيجة!!!
خالد سيف الدين عاشور
28 إبريل 2010