أشعر الآن بأن الحياة صعبة، وكما يقول أنتوني روبنز في كتابه ( أبقظ قواك الخفية ) إذا أردت أن تنجح عليك أن تعترف بداية بأن الحياة صعبة، ثم بعد ذلك تأتي الخطوات الأخرى.
أشعر بأن الحياة صعبة وأن الكربة قد طال أمدها، ولا ملجأ لي إلا إلى الله، فلن ينفعني حتى ملوك الناس في الأرض إن لم يشأ ربي ذلك، وهنا أتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الأقلام وجفت الصحف ."
أشعر كما لو أن جميع الأبواب مغلقة في وجهي إلى حين من الزمن، ورغم ذلك لا أفقد الأمل في أن يفرج الله كربتي، والله تعالى يقول: (( إن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا * )). وقد سمعت أحد المتحدثين يقول في هذه الآية أن العسر ذكر في الآية بصيغة المعرفة بأل التعريف، وأن اليسر ذكر بصيغة النكرة، فكأن العسر في الآيتين واحد فقط واليسر يسرين، فاليسر في الآية الأولى ليس اليسر في الثانية، فهنالك يسرين مقابل عسر واحد، ولا أدري إن كان ما يقول المتحدث صحيحا.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: " كاد الفقر أن يكون كفرا "، فأعوذ بالله من الكفر والفقر ومن عذاب القبر..
أحيانا يوسوس لي الشيطان ويقول لي أنني دعوت ربي سنوات ولم تتحقق الاستجابة إلى الآن، ولكنني أرد عليه أنني يجب أن لا أستعجل الإجابة، فللدعاء آداب علي أن أتحلى بها، ويجب أن أثق بالله فهو المجيب، وقد تتأخر الاستجابة لحكمة يعلمها الله وحده، ويجب أن أستمر في الدعاء وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا، وليس لي بعد ذلك إلا أن أثق بأنه تعالى الكريم الرحيم المجيب " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ".
فلتصمدي يا نفس صمود الجبال، ولتعلمي أن المحن والمصاعب والمصائب تقويك إذا استطعت أن تتجاوزيها بسلام، ولجأت إلى الله تعالى وحده فلا مفر منه إلا إليه...
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا....وبت أشكو إلى مولاي ما أجد
وقلت يا عدتي في كل نائبة.............ومن عليه لكشف الضر أعتمد
أشكو إليك أمورا أنت تعلمها..........مالي على حملها صبر ولا جلد
وقد مددت يدي بالذل مبتهلا..........إليك يا خير من مدت إليه يد
أحس أن الأقدار تخبئ لي هدية عظيمة، وقد رأيت ذلك عدة مرات في منامي، وأنا متفائل لأن الهدية ستأتي قريبا إن شاء الله

.
آمنت يا رب أن الناس فقراء مفتقرون إليك لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضرا، ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا، ولا يملكون رزق أنفسهم فكيف برزق غيرهم..
آمنت أنك تعز من تشاء وتذل من تشاء، ترزق من تشاء الأولاد وتجعل من تشاء عقيما، ترزق من تشاء المال وتجعل من تشاء فقيرا، والناس كلهم فقراء إليك...
لن أنسى هذه الأيام من حياتي فقد تعلمت منها الكثير، وذقت فيها الكثير من المرارة، ولكن – والحمد لله – أحس بتحسن حالي وبأنني أصبحت أكثر قوة وأكثر قدرة على مواجهة تحديات أخرى في الحياة، وتعلمت منها الكثير الكثير، وجهلت أكثر بكثير مما تعلمت، وعسى أن أخرج من البئر سالما قبل الغرق، وأدعو الله أن يغفر لي ذنوبي وأن يعفو عني، وأن يعينني فلا معين لي سواه في هذه الحياة وبعدها، وأن يفرج كربتي فنفسي ضعيفة أمامها عندما تغلق الأبواب أمامها " وخلق الإنسان ضعيفا ".
أؤمن أنني فقير إلى الله أشد الافتقار، ولا أملك إلا أن أقول: (( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ))، ولا أملك إلا أن أدعوه وهو المجيب...
(( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ))..
(( أدعوني أستجب لكم ))..
(( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ))..
يا رب فرج كربتي، وفرج كرب عبادك الصالحين..
المنهل العذب: أشكرك على هذا الموضوع القيم واسمحلي على التطفل بردين عليه، فموضوعك ينفع لأكثر من رد
