نمي ثقافتك"جنة قلبك"
يقول الدكتور عبدالكريم بكار حفظه الله لا أرى أن هناك فرق كبير بين
شخص متعلم لكنه لا يقرأ ، وشخص جاهل.
وتالله لقد أصاب كبد الحقيقة بمقالته هذه ، فمع التطور الذي نحياه ،
والسرعة التي تحرك كل شيء حولنا ،
وظهور أبواب ومشارب متعددة للمعرفة والثقافة صارا لزاما على المرء
أن يقرأ ويثقف نفسه كي يلحق بركب الحياة ، ويمتلك الرؤية الصحيحة
للعيش.
وللقراءة مبادئ وأسس ومفاهيم ، وللمفكرين فيها كلام حول ماهية
الكتب التي يجب أن تقرأها ، وعددها ، وهل هي مناسبة لك أم لا.
وهذا أمر قد تطرق له أساتذة أفاضل بكثير من التفصيل ، لكنني هاهنا
وفي عجالة سريعة أضع بعض الإشارات على نقاط أرى أهميتها لكل
قارئ وهي:
1)حدد مجالا تقرأ فيه ( علم النفس ، تربوي ، شرعي ، علمي ،
سياسي ( ... ،
واقرأ للرواد فيه ، ولتكن قراءتك فيه بمنهجية ، أي تسأل وتستشير
المتخصصين في هذا المجال عن الكتب القيمة فيه ،
إلى أن تجد أن العثور على معلومة جديدة في هذا المجال أصبح هدف
يحتاج إلى جهد.
2)قسم قراءتك بين 50 % في مجال تخصصك ، و 50 % في مجالات
أخرى مهمة.
3)اجعل القراءة التزام ، فمما ييئسك في القراءة أن تبدأ في قراءة
كتاب ثم تهمله ، لذا أنصحك أن تضع لنفسك التزاما وتفي به ، حتى لو
بكتيبات صغيرة.
4)ضع جدولا للقراءة ، بأن تقرأ بشكل مستمر ، انهي كتابا كل أسبوع
، أو أسبوعين ، أو ثلاثة ،
ضع برنامجا ثابتا ، قبل النوم مثلا ، في وقت الظهيرة ، اختار الوقت
الذي تحب القراءة فيه واجعله وقتا مقدسا.
5)اقرأ في الأوقات الميتة ، وأقصد بالأوقات الميتة تلك الأوقات التي
تضيع سدى في انتظار طبيب ،
أو في وسائل المواصلات المختلفة . وهذه الأوقات يفضل فيها قراءة
الكتب الصغيرة ( كتب الجيب ) والتي لا ترهق في حملها أو استيعابها.
أضف إلى ذلك حاول أن تخالط دائما الأشخاص الذين لديهم حب للقراءة ،
فما أروع و أمتع أن تصادق شخص وثالثكما كتاب ،
كما أن للمكتبة التي تنشئها في بيتك مفعول السحر في دفعك وأهل بيتك
للقراءة ، وأؤكد على أن المثقف ليس من يقرأ كثيرا ،
بل من يقرأ الكتب الجيدة بشكل جيد ، يقرأها ويسبح مع كاتبها متأملا
فيما قال ، منتبها للشواهد التي يذكرها ،
لا يقبل المعلومة قبل أن يدرسها جيدا ويسبح فيها ومعها بذهنه وتفكيره
.
ومن نافلة القول لفت الانتباه إلى أهمية استغلال الأوقات التي نقضيها
في عمل بدني بحت ،
بحيث ننمي فيها أذهاننا ، فكثير منا قد يقضي وقت كبير جدا في قيادة
السيارة يوميا ، فلماذا لا نضع استراتيجية لمثل هذا الوقت ،
بسماع مجموعة صوتية مثلاً وما أكثر هذه المجموعات اليوم أو نضع
بعض المحاضرات على جهاز mp3 كي نستمع إليها في ذهابنا وإيابنا ،
فنستغل الأوقات التي تضيع سدى ، وننمي ونثقف من أنفسنا.
إن قيمة المرء منا تحددها عوامل شتى ، يأتي على رأسها حجم وعيه
وثقافته ، وعمق استنتاجاته لمختلف أحداث الحياة.
لذا كن حريصاً يا صديقي على استغلال كل فرصة ترفع من مستوى
ثقافتك وتفكيرك .
ولا تكن قنوعاً أبداً في هذا الأمر!..
اشراقة : النجاح 20 % مهارة و 80 % تخطيط استراتيجي. قد تعرف
كيف تقرأ، لكن الأهم: ما الذي تخطط لقراءته ؟
يتبع جنة قلبك
مواقع النشر (المفضلة)