نتابـــــــــــــــــع
مظاهر تتكرر:
تشتكي أحد الأمهات بالقول:
"إنني أدعو ابني دائماً للصلاة في المسجد مع والده، وأحثه على ذلك،
وأذكر له فوائد الصلاة مع الجماعة وأجرها ومكانتها
إلا أن الغريب في الأمر أن زوجي يرفض ذلك، ويقول لابني: إن صلاته في البيت أفضل.. وعندما واجهته بذلك في حضور ابننا قال بأنه يتحرك كثيراً ويصدر أصواتاً
ويتأخر عن التقيد بحركة المصلين.. ما يجعل صلاته في البيت أولى كي لا يزعج المصلين".
وتتابع الأم بالقول: "زوجي مخطئ وقد أخبرته بذلك..
وخطؤه الأساسي أنه أخبر ابننا أن صلاته في المنزل أفضل،
ولو كان أخبرني بهذه المشاكل.. لاتفقنا على طريقة ننهي بها
مشكلة الحركة الكثيرة لابننا في المسجد، بدل أن ننهي بها صلاته في المسجد..
وأعتقد أن فكرة صلاته في البيت أفضل ستبقى في رأسه لسنوات طويلة..
وسيتخذها عذراً في كل مرة يتكاسل فيها عن الذهاب إلى المسجد..".
تتنوع وتتشعب هذه المشكلة في معظم المنازل، ولا يكاد يخلو منزل أو أسرة
إلا وعاش أفرادها نماذج كثيرة من هذه المشاكل.. التي تؤثر في الأبناء تأثيراً بالغاً.
يقول أبو عبد الرحمن (أب لأربعة أولاد):
"استطعت – ولله الحمد– أن أربّي أولادي الثلاثة على الكثير من العادات الإسلامية
والأخلاق الحميدة.. ومنها آداب تناول الطعام وحفظ القرآن والتعامل مع الكبار
وحسن الاستماع والإصغاء والتلطف مع الصغار والحيوانات واحترام وتقدير الأبوين وغيرها..
ولكن وجدت صعوبة بالغة في التعامل مع ابني الصغير محمد..
المشكلة أنني لم أغيّر شيئاً في تعاملي معه عن باقي إخوته الثلاثة
ولم أفرّق بينه وبينهم، إلا أنني فشلت في تعليمه الكثير مما علمته لإخوته..
ولكن بعد مدة اكتشفت السبب، وهو أن والدته تميزه عن إخوته وتكافئه في المصروف والمعاملة والتقدير والعاطفة أكثر منهم..
والمشكلة الأكبر أنها وبعد أن أقوم بتأنيبه مثلاً على أمر ما أو أضربه لسبب ما..
تسارع إلى أخذه إلى غرفة أخرى وتطيّب خاطره وتعطيه بعض الألعاب أو الحلوى
كي لا يبكي ويغضب ولا تلومه على ما ألومه عليه..
ويشير أبو عبد الرحمن إلى أنه يكاد يفقد السيطرة على ابنه،
وقال: "حتى دروس تحفيظ القرآن بات يتأخر عنها بحجة أن الشمس تزعجه
وأنه لا يطيق المشي تحتها، وكله بسبب دلال أمه وتربيتها له بطريقة تتناقض مع تربيتي.. بحجة أنه الصغير المدلل وأنه سيبقى معنا عندما يتزوج البقية في المستقبل"!
يتبــــــــــــــــــــــع
مواقع النشر (المفضلة)